ولد السيد إسماعيل عمر جيله في 27 نوفمبر 1947 في ديرداوا (إثيوبيا) ،وهو ابن السيد عمر جيله الذي عمل معلمًا في بداية حياته المهنية ثم إداريًا في شركة السكك الحديدية الإثيوبية-الجيبوتية المشتركة، و السيد إسماعيل عمر جيله هو أيضاً حفيد السيد جيله بتل الذي كان أحد الشخصيات البارزة من أعيان ووجهاء جيبوتي الذين وقعوا المعاهدة الإدارية الثانية مع فرنسا.
تحوي الحياة السياسية للسيد إسماعيل عمر جيله على أكثر من جانب وتسهم جميعها بشكل كبير في تشكيل هوية رجل دولة ذو قامة وباع طويل في العمل السياسي يتحلى بروح القيادة، و تبرز في ذلك من خلال المراحل الثلاث التالية:
1-فترة النضال من أجل الاستقلال: وفيها أثبت السيد إسماعيل عمر جيله إلتزامه بقضايا الوطن و أدى ذلك إلى الإطاحة به من هيئة الأمن العام في عام 1974. ومنذ ذلك العام، كرس السيد جيله كل طاقته و جهوده لخلق زخم جديد للرابطة الشعبية الأفريقية الحزب الذي ترأسه السيد حسن جوليد أبتيدون. وخلال هذه الفترة الحاسمة التي شكلت مصير الأمة.
2-شارك السيد إسماعيل عمر جيله مشاركة إيجابية في بناء الوعي العام من أجل الاستقلال. و كان لمشاركاته المتكررة في المؤتمرات الدولية و خبراته أكبر الأثر لتأهله ليصبح لاحقاً عضوا في وفد الرابطة الشعبية الأفريقية الذي سيتحمل مسؤولية إجراء مفاوضات الاستقلال مع باريس في عام 1976.
3-إعلان الاستقلال في 27 يونيو 1977، طلب رئيس الجمهورية من المحيطين به أن يسندوا إليه المسؤولية الكبيرة لمنصب مدير ديوان الرئاسة. وفي هذه الأثناء لم يكن قد جاوز الثلاثين من عمره وكان يتوجب على مدير إدارة الديوان الشاب أن يواجه تحديين رئيسيين بشكل فوري، يتمثلان في تحمل العبءالثقيل للأمن الداخلي و الخارجي للبلاد و في السيطرة على خطر الاشتباكات العرقية. وفي خضم المناخ الإقليمي المضطرب الذي ساد البلاد إبان تلك الفترة، تمكن السيد عمر جيله من إظهار البراغماتية الراسخة بالتمسك بالمبادئ الحيادية لدولة لا تزال في طور الشباب. وقد أثبت السيد إسماعيل عمر جيله أنه يتحلى بصفات مهنية عالية و فرض نفسه كمترجم لسياسة جوليد. ومنذ نشأة حزب التجمع الشعبي من أجل التقدم في 4 مارس 1979 شارك فيه كناشط وترأس اللجنة المركزية منذ عام 1981، وقاد السيد إسماعيل عمر جيله اللجنة الثقافية للحزب ثم انضم عام 1987 إلى أعلى هيئة سياسية للحزب وأصبح عضواً في المكتب السياسي.
4-التوقيع على اتفاقيات السلام بين الحكومة وبين جبهة استعادة الوحدة و الديمقراطية، و خلالها أثبت السيد إسماعيل عمر جيله صفاته السياسية و عزيمته القوية في عملية التفاوض والتي أدت إلى توقيع اتفاقات السلام في 24 ديسمبر 1994 و12 مايو 2001 بدون وساطة خارجية. وبفضل هذا المسيرة السياسية الناجحة تولى السيد إسماعيل عمر جيله في عام 1996 منصب النائب الثالث للرئيس المكتب السياسي. ولا شك أن تفانيه للمبادئ الأساسية للجمهورية الفتية و خبرته العميقة ودفاعه القوي عن المصالح الوطنية و روح التسامح و الرغبة المستمرة في خدمة دولته قد برر بشكل منطقي صعوده و ترقيه السلم السياسي.
وختاماً انتخب رجل التحالف بين حزب التجمع الشعبي من أجل التقدم وجبهة استعادة الوحدة و الديمقراطية كمرشح رئاسي مألوف قوي في سنة 1999لخلافة الأب الرئيس الذي قرر تنحي عن الحكم لإعطاء الفرصة لشباب الوطن. و خلال السنوات الخمس التي قضاها فخامة الرئيس إسماعيل عمر جيله أثبت أنه القائد المثالي لحزبه و شعبه بفضل قدراته الطبيعية القيادية و مهاراته العملية و تواضعه وترحيبه الودي لجميع فئات الشعب. و قد استفاد مرشح الحزب الحاكم من مهاراته كونه محاوراً جيداً ودبلوماسيًا و رجل استراتيجي الذي وضع خبرته في خدمة الدولة برؤيته الصريحة و العميقة المتفهمة للواقع الاجتماعي والسياسي لجمهورية جيبوتي و أيضًا لمحيطها الإقليمي و الدولي.